loader image

لماذا “مصرولچي”

محتوي المقالة

نبعت فكرة شركة “مصرولچي” من حوار عابر بين أصدقاء، لم يكن أحدًا يدرك أهميته وقتذاك، حول كتاب “وصف مصر” الذي كتب نصوصه فيلق علمي اصطحبه نابليون بونابرت معه في غزوته على مصر.

هذا الكتاب، الذي عد وقت صدوره أكبر كتاب في موضوع علمي واحد، والذي كتبه حوالي 160 عالم وباحث، يبرز بوضوح واحدة من التناقضات الرئيسية للمعرفة: فها هو كتاب تضافر في كتابته فيلق من “العلماء”، واستغرق إعداده “عقدين” وأكثر، ولكنه كتب ليخدم غرضًا “استعماريًا” مباشرًا.

لن يكون هذا التناقض واضحًا بالضرورة في كتب أخرى أو في أشكال أخرى من المعرفة. ولكنك بالقطع ستلاقي الكثير من العلم الاستعماري، بهذا المعنى أو ذاك، وبهذه الدرجة أو تلك، وأنت تبحث عن العلم الموضوعي التحرري.

إن ما نراه علمًا تحرريًا هو ذلك العلم الذي يقرأ تناقضات الواقع، ويفحص أساسها، ويبحث عن محركات التغيير الكامنة فيها، حتى يمكن أن تندفع القوى التقدمية على طريق التغيير للأفضل والأكثر إنسانية.

فكرة “مصرولچي”، التي نبعت من مناقشة عابرة، هي بالضبط البحث عن هذا الشكل من المعرفة: المعرفة من أجل التحرر والعدل.هذه معرفة لها موضوع أساسي: مصر الناس والشعب، مصر الشوارع والحواري، مصر بناسها، ماذا يحدث فيها؟ وكيف نفهمه؟ وكيف نشرحه؟

بهذا المنطق فإن مصرولچي مشروع معرفي، وهي بالضبط كذلك. في مصرولچي نحن نعرف مصر بالبحث الاجتماعي والأنثروبولوجي، نعرفها بالفن والموسيقى، نعرفها بالفكر والرؤية.

فلدينا في شركة مصرولچي مشروع طموح لمعرفة مصر، مشروع له جوانب متعددة.

فمن ناحية أولى، هناك برنامج كتاب مصرولچي. الفكرة هنا هي إعداد كتاب مرجعي في موضوعه، يطرح كل أو أغلب الرؤى التقدمية حول موضوع بعينه يخص مصر والمصريين. وفي السنة الأولى من عمر مصرولچي، فإن اختيارنا وقع على موضوع “قضية النساء في مصر”، ليكون موضوع كتابنا، وسيتلو هذا الكتاب كتب أخرى في موضوعات أخرى حيوية.

ثانيا هناك برنامج بودكاست مصرولچي. وهو عن حلقات من الاستقصاء الصحفي الإذاعي حول موضوع مهم بعينه. وقد اخترنا للموسم الأول تيمة “ثقافة الضد في مصر المعاصرة”.

ثالثا هناك برنامج الصورة الفوتوغرافية، وهو في الحقيقة أحد أهم مشاريعنا، حيث نعول عليه تعويلًا كثيرًا في كشف مصر المسكوت عنها. مشروع الصورة الفوتوغرافية عبارة عن مزاوجة بين فريق من المصوريين الفوتوغرافيين التقدميين وعدد من الأنثروبولوجيين المعنيين بمصر، يعملون سويًا على إنتاج قصص فوتوغرافية عن مصر المعاصرة، بناسها وحياتها.

رابعا هناك برنامج الفيديو، وهو برنامج إنتاج وثائقيات عن مصر وأهلها. حاليًا نعمل علي فيلمين عن النساء: الأول بعنوان تحت السطح عن الثورة الصامتة للنساء اللواتي يحلمن ويعملن اليوم كما لم تكن أمهاتهن تحلم مطلقًا. نعني بالثورة الصامتة التغييرات الكبيرة في علاقة النساء بالمجال العام والحياة والجنس الآخر التي جرت في السنوات عشر الأخيرة.

أما الفيلم الثاني فعنوانه “جوازة”، وهو يحكي قصة الزواج في بر مصر بلسان الفتيات والنساء. يحكي القصة بخلفياتها الاقتصادية والاجتماعية، وبأبعادها النفسية والذاتية، ليخرج بفهم لتطورات مؤسسة من أهم مؤسسات المجتمع وهي مؤسسة الأسرة.

عبر هذه البرامج الأربعة، وغيرها مما يستجد، سنحاول تجميع الباحثين المهمومين بتقدم مصر، مع الفنانين المجيدين، مع غيرهم، في محاولة لكشف المستور في مصر.

المزيد من المقالات

© ٢٠٢٣ · جميع الحقوق محفوظة · مصرولچي